برنامج تجريبي بالتعاون مع كوالكوم لاستخدام شبكة في الكشف على المرضى عن بعد
أطلقت كل من شركة كوالكوم (المدرجة بالرمز QCOM في بورصة ناسداك)، من خلال مبادرتها " التواصل اللاسلكي " (Wireless Reach™)، والشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول (موبينيل) في مصر، وشركة كليك دياجنوستيكس (Click Diagnostics)، ، بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية وبدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، برنامجاً تجريبياً لاختبار الإطار التكنولوجي الذي يمكن أطباء الأمراض الجلدية من استخدام شبكة موبينيل الجيل الثالث لتشخيص الأمراض الجلدية عن بعد.
وتتيح العيادات التي تطبق البرنامج والمنتشرة في القاهرة للأطباء التقاط صور للحالات الجلدية التي يعاني منها المرضى وتسجيل الأعراض على شكل نصوص على هواتف محمولة مزودة بتقنية الجيل الثالث وإرسالها عبر شبكة موبينيل المتطورة من الجيل الثالث 3G HSPA، وذلك للحصول على تشخيص سريع من أخصائيين يعملون في أماكن أخرى. وخلال هذه المرحلة التجريبية، يقوم كل من الطبيب المعالج في هذه العيادات والأخصائي بتشخيص المرض، وبعد ذلك تتم مقارنة النتائج للتأكد من نسبة تطابق التشخيصين. هذا وقد أظهرت المقارنات التي تم استكمالها خلال مدة البرنامج التجريبي تطابقا كاملا بين التشخيصين في 82.2% من الحالات التي تم فحصها.
وسيوفر هذا البرنامج التجريبي معلومات قيّمة سيتم استخدامها لتقييم النجاح المحتمل لتطبيق مثل هذا البرنامج على نطاق واسع بشكل يمكّن العيادات في مختلف أنحاء مصر من استشارة خبراء أمراض الجلد في مناطق أخرى بشأن عدد كبير من الحالات عن طريق إرسال صور ولقطات فيديو عبر شبكة موبينيل للجيل الثالث. ويؤمن الشركاء في هذا المشروع بأن شبكات الجيل الثالث لديها القدرة على تحسين سرعة وفعالية الرعاية الصحية بشكل كبير جدا في المناطق التي تفتقر إلى الموارد الطبية وتندر فيها اتصالات الخطوط الثابتة خارج مراكز المدن. ويهدف المشروع إلى تمكين المرضى الذين يعيشون في مناطق نائية من الوصول إلى الأخصائيين، والحصول على مستوى من التشخيص لم يكن متاحاً لهم بالطرق التقليدية.
وتم تزويد العاملين في المراكز الطبية بأجهزة هاتف مزودة بكاميرات عالية الوضوح، وبتطبيق يمكنهم من إرسال الصور والمعلومات المرتبطة بحالة جلد المرضى إلى الطبيب الأخصائي.
وتتمتع الهواتف المحمولة المستخدمة في المبادرة والمحملة ببرمجيات خاصة بالقدرة على تسهيل عملية جمع المعلومات الصحية. وأوضحت الدراسات الطبية أن الكاميرات المدمجة في الهواتف النقالة أصبحت متقدمة حاليا بما يكفي لالتقاط صور ذات وضوح مناسب للسماح للأطباء بتشخيص أمراض الجلد عن بعد. وقد ظل تشخيص الأمراض الجلدية عن بعد يستخدم بنجاح في مراكز طبية عديدة في مختلف أنحاء العالم، لكن المعدات والعمليات المستخدمة في هذا النوع من التشخيص، مثل الكاميرات الرقمية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو المكتبية، إضافة إلى الاتصال السلكي بالإنترنت، غالبا ما تجعل خدمات الطب عن بعد أصعب في الاستخدام والنشر، ومرتفعة الثمن بما يعيق توسيعها وتعميمها. ويمكن للهواتف المحمولة الحديثة دمج وظائف هذه المعدات كلها وتركيزها في جهاز نقال أصغر وأقل تكلفة، كما أن شبكات الجيل الثالث لديها القدرة على نقل البيانات بسرعة فائقة، وهي القدرات المطلوبة لإرسال صور عالية الوضوح عبر الإنترنت.
وقال حسان قباني العضو المنتدب لموبينيل: "هذا المشروع نموذج مثالي يوضح قدرة شبكة موبينيل المتطورة على تحسين حياة المصريين. وسنواصل العمل في هذا الاتجاه من خلال التعاون مع أطراف عديدة في مجالات متنوعة لإتاحة استخدام الموارد التقنية لشبكة موبينيل في خدمة عملائنا الذين يفوق عددهم 30 مليون مشترك. وقد استفادت موبينيل من خبرة وموارد كل شركائها في المشروع في تطوير تقنية ونموذج أعمال يعزز خدمات التشخيص عن بعد".
وقال محب رمسيس، مدير تطوير الأعمال لدى كوالكوم في منطقة شمال إفريقيا: "أبدت كوالكوم منذ البداية التزامها بإنجاح هذا المشروع المهم الذي يوضح كيف يمكن استخدام شبكات الجيل الثالث في دعم مبادرات الصحة النقالة، وإن استخدام شبكة موبينيل المتطورة من الجيل الثالث 3G HSPA والهواتف الذكية القائمة على تقنيات كوالكوم ورقاقاتها المتقدمة يمكن العيادات من التواصل مع الأخصائيين في أنحاء العالم، مما يوفر خدمات الرعاية الصحية بكفاءة عالية لمن هم بحاجة إليها. ونحن نفخر بالانضمام إلى شركائنا في دعم هذا البرنامج ".
وأكد الدكتور محمد نبيل حمد، مدير الإدارة العامة للمستشفيات، القطاع العلاجي في وزارة الصحة و السكان المصرية: أن هذا المشروع مهم جدا لوزارة الصحة والسكان، لأنه يحقق أهدافنا في توفير أحدث الموارد الصحية للمرضى. وستسهم المعرفة المتراكمة من خلال هذا المشروع في تحسين منهجيتنا المستقبلية لمنظومة الصحة".
وقالت الدكتورة هدى بركة، الوكيل الأول لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: "لقد سهلت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دمج تقنيات المعلومات والاتصالات في الخدمات الصحية وتوفير خدمة الطب عن بعد للمناطق النائية والريفية في مصر. وهذه المبادرة المصرية لتشخيص أمراض الجلد عن بعد باستخدام الهاتف المحمول تسعى إلى توفير فرص متساوية للحصول على الخدمات الطبية من أي مكان بمصر، وإلى توسيع مظلة التأمين الطبي لتشمل كل المواطنين. وتتيح برامج الصحة الإلكترونية خدمات تشخيص وعلاج أفضل لشريحة أوسع من المجتمع المصري".
أما مريدول تشودري، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة كليك دياجنوستيكس ، فقال: "باعتبارنا شريك رئيسي في التنفيذ، قمنا بتطوير التطبيق البرمجي، وشاركنا في تطوير نموذج العمل، وفي التدريب، والاختبار، والتنفيذ. وتفخر كليك دياجنوستيكس بمساهمتها في هذه المبادرة الرائدة التي تستكشف الطرق التي يمكن بها للحلول النقالة في مجال الطب عن بعد تسهيل الوصول إلى أخصائيين في مجال الرعاية الصحية".
وهذا المشروع لا يزود المرضى في المناطق المتواضعة خدميا برعاية صحية عالية الجودة فقط، وإنما يعد مثالا يحتذى في مجال مساهمة التقنيات النقالة في زيادة التواصل بين الأطباء المبتدئين والمتمرسين، والمساهمة في توفير خدمات التدريب والتعليم المتواصل للأطباء في مصر وعلى المستوى العالم.