الهواتف الذكية.. ساحة الحرب الجديدة بين مايكروسوفت وأبل
كشفت شركة مايكروسوفت الأمريكية العملاقة في صناعية البرمجيات أنها ستدخل سوقاً جديدة لم تدخلها، مشرعة حرباً جديدة مع شركة "أبل كمبيوترز"، وذلك من خلال طرح هاتفها الذكي الخاص بها. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها مايكروسوفت في ملاحقة "أبل"، فقد قامت بذلك على مدى سنوات، بدءاً من فكرة "الماوس" ومروراً بالواجهة الرسومية لسطح المكتب، وانتهاء بالهاتف الذكي. وقبل هذا الإعلان، الذي كشفت عنه مجلة "وول ستريت"، اقتصر مجال عمل مايكروسوفت على أنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الهواتف النقالة، وتحديداً الجيل الثالث منها، حيث طرحت النسخة 6.5 من برنامج "ويندوز موبايل." ليس هذا فحسب، فالشركة ستوفر موقعاً خاصاً بمنتجاتها النقالة، الذي سيكون شبيهاً بموقع شركة أبل المعروف باسم "أبل ستور." وتحتل شركة مايكروسوفت المرتبة الثالثة في حصتها من سوق الهواتف النقالة ومستلزماتها، وفقاً لدراسة أعدتها مؤسسة IDC المتخصصة بأبحاث السوق، في حين تحتل شركة "سامبيان" المزود الرئيسي لبرامجيات هواتف "نوكيا" المركز الأول، وتليها شركة "ريسيرتش إن موشن" المزود لبرمج "بلاك بيري." وتعتبر شركة "أبل"، التي تحتل المركز الخامس في هذه السوق، من أبز المتنافسين مع مايكروسوفت في هذا المجال، إذ كانت تستحوذ على 3 في المائة من السوق، لكن هذا الرقم تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى 9 في المائة بعد إطلاقها الجيل الثالث من هواتفها الذكية iPhone 3G، في وقت زادت فيه منافستها حصتها في السوق من 11 في المائة إلى 12.3 في المائة فقط. وذكرت شبكة سى إن إن الامريكية أن الهواتف الذكية تعتبر الصرعة الجديدة في عالم الهواتف النقالة، كما يتوقع ان يزداد هذا السوق ازدهاراً وتنافساً وطلباً في السنوات القليلة القادمة، نظراً لما توفره هذه الهواتف من قدرة على استخدام الانترنت، وإرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية، بالإضافة إلى كل الخدمات التي تقوم بها الهواتف العادية من إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية القصيرة وغيرها. و تواجه مايكروسوفت صعوبة في منافسة أبل، لأسباب أبرزها أن الشركة العملاقة كانت تعتمد على بيع منتجاتها للشركات الصانعة للهواتف النقالة، وكان هذا السوق جيداً لها حتى أصبحت تلك الشركات قادرة على الاستفادة من برمجيات أخرى لشركات منافسة لميكروسوفت وبشكل مجاني مثل لينكس، وغوغل، كما أن الشركة كانت تعتمد على بيع خدماتها للشركات، في حين أصبح المستهلك الأبرز للهواتف النقالة الذكية هم من الأفراد العاديين الذين يرغبون باحتواء هواتفهم على تقنيات ترفيهية كالموسيقى، وإمكانية الدردشة الإلكترونية وغيرها. وما أطلقته أبل من منتجاتها في هذا المجال، لاقى رواجاً كبيراً بين المستخدمين لسهولة التعامل معه، وهو أمر مهم للعملاء، مما قد يزيد من صعوبة المهمة أمام ميكروسوفت لمنافسة شركة لها اسمها في سوق الهواتف. وستعلن الشركة عن هذا المنتج في المعرض العالمي للهواتف النقالة في مدينة برشلونة الاسبانية في الأسبوع القادم.