ثورة جديدة في عالم الكمبيوتر المحمول
آبل تطلق (آي باد) أصغر وأخف حاسب آلى محمول
ستيف جوبس مدير شركة ابل وهو يعرض باعتزاز المنتج الجديد لشركته
سيتمكن عشاق ومتابعو المنتجات الجديدة في عالم الكمبيوتر ابتداءا من اليوم من الحصول على نسختهم من الجهاز الجديد المتعدد الخصائص والاستعمالات "آي باد"، الذي يجمع بين مهام الهاتف المحمول والكمبيوتر و"الآي فون".
وذكر موقع ديتشيه فيليه أنه عادة ما يسبق طرح أي منتج جديد في عالم التكنولوجيا والاتصالات الكثير من التوقعات والشائعات حول إمكانياته واستعمالاته وخاصة إذا تعلق الأمر بالكمبيوتر. وهذا ما حصل مع "آي باد" وهو الجيل الجديد من أجهزة الكمبيوتر التي أنتجتها شركة آبل الأمريكية. وقد أعلن عن الجهاز الجديد وعرضه للجمهور مدير شركة آبل ستيف جوبس بنفسه أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الفائت.
تفوق جديد لآبل على منافسيها
آي باد جهاز جديد وصغير ذو استخدامات متعددة . والجهاز الجديد يشبه لوحة كتابة صغيرة يزن حوالي 700 غرام وحجم شاشته 9,7 بوصة أي ما يساوي 24,6 سنتمتر تعمل باللمس. أما عن حجم مبيعات الجهاز فيتوقع الكثير من المحللين أن تبيع آبل من 2,7 إلى 3 ملايين جهاز خلال العام الأول من طرحها للجهاز الجديد في الأسواق، إذ تم طلب نحو 200 ألف منه حتى قبل طرحه للبيع في الأسواق، حسب قول بهارات راو، عميد كلية الإدارة التقنية في جامعة نيويورك، الذي يضيف أنه لن يفاجئ "إذا بيع مليون أو مليونان أو حتى أكثر من ثلاثة ملايين قطعة من آي باد".
وستطرح آبل الجهاز الجديد اليوم السبت بسعر يصل إلى 499 دولار أمريكي أي ما يعادل حوالي 345 يورو، وستعرضه للبيع فقط في المحلات التي تبيع منتجات آبل في الولايات المتحدة ولزبائنها الذين طلبوه عبر الانترنت في وقت سابق.
ويرى المراقبون أن منافسي آبل لن يستطيعوا التأثير عليها ومنافستها من خلال جهاز مماثل للـ "آي باد" لأن "جمهور آبل ومن يقتنون منتجاتها لا يشترون أجهزة أنتجتها شركات أخرى، إلا إذا كانت "مميزة وغير عادية"، حسب رأي عميد كلية الإدارة التقنية في جامعة نيويورك. كما هناك توقعات بأن يسحب "آي باد" البساط من تحت أقدام أجهزة أخرى لقراءة الكتب الالكترونية مثل "كيندل" الذي تنتجه شركة أمازون التي تبيع منتجاتها عبر الانترنت.
مهام متعددة واستخدامات مختلفة
بالنسبة للمهام التي يمكن أن يقوم بها "آي باد" فإنها متعددة مثل تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام والصور بالإضافة إلى ممارسة الألعاب وقراءة الكتب الإلكترونية.
ويبدو أن "آي باد" هو أقرب الأجهزة الالكترونية إلى الكتاب العادي، التي تحقق شيئاً من متعة القراءة التقليدية. فالكتاب يمكن قراءته في السرير ولدى الاسترخاء على مقعد وثير أو حتى في الحديقة. ويبدو أن "أي باد هو أول جهاز الكتروني يمكن استخدامه في كل هذه الحالات"، حسب رأي وياد سليتكين الذي طور وعلى مدى أشهر استخدامات "آي باد" والذي عمل سابقاً على تطوير البرامج الخاصة بالـ "آي فون" أيضاً وحقق من خلال ذلك أرباحاً جيدة؛ حيث لديه شركة في مانهاتن بنيويورك للبرمجيات. ولكن حتى الآن لم يستطع سليتكين اختبار الاستخدامات الخاصة التي طورتها شركته للجهاز الجديد "آي باد" بشكل عملي حيث أنها مازالت من المعلومات التي توصف بأنها سرية للغاية.
ومازالت شركة آبل مسيطرة بشكل تام على البيئة البرمجية، التي طورتها لمنتجاتها الالكترونية، وحققت نجاحاً باهراً في هذا المجال، ما يعطيها الحق في إستراتيجيتها القائمة على ربط المبرمجين والمستخدمين بها رسمياً، بالرغم من الانتقادات التي توجه إليها ومنذ أعوام بسبب هذه الإستراتيجية. ولكن ذلك لا يهم جمهور آبل ومستخدمي أجهزتها، إذ يبقى الجهاز الجديد بالنسبة إليهم ثورة في عالم الكمبيوتر.
تقييمات متفاوتة
واتفق والت موسبيرج، الكاتب البارز في مجال التكنولوجيا بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، على أن "أي باد" يمكن أن يغير طبيعة أجهزة الكمبيوتر. وكتب يقول إنه "بعد قضاء ساعات وساعات معه ، أعتقد أن هذا الجهاز الجميل الجديد من آبل ذي الشاشة التي تعمل باللمس لديه إمكانية على إحداث تغيير في أجهزة الكمبيوتر المحمولة ويهدد أهمية أجهزة الكمبيوتر المحمول". وقال إنه "قد يساعد حتى في نهاية الأمر على المضي قدما في التوجه نحو استخدام الأصابع وواجهة مستخدم متعددة المهام باللمس متجاوزا الواجهة القديمة بوجود مؤشر الفأرة التي سادت لعقود".
لكن موسيبرج أشار إلى أن الجهاز يعاني من الكثير من العيوب إذ "يفتقر "آي باد" إلى بعض الخصائص مثل لوحة مفاتيح فعلية وكاميرا إنترنت ومخارج "يو إس بي" والمهام المتعددة التي يتوقعها مستخدمو أجهزة الكمبيوتر المحمولة والدفترية.
وكان ديفيد بوج في صحيفة "نيويورك تايمز" أقل تحمسا ومنتقدا بشدة طريقة الكتابة باللمس وعدم توافقه مع ملفات الفيديو "فلاش" وعدم قدرته على القيام بمهام متعددة. لكن على الرغم من قوله إن الجهاز غير مناسب للأشخاص سريعي الغضب، أوصى به لأشخاص آخرين مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الجهاز هو بالأساس جهاز "آي بود" كبير يعمل باللمس، إلا أن العمل البسيط في تصنيع شاشة متعددة اللمس يغير من الخبرة ككل. الخرائط أصبحت خرائط حقيقية مثل الخرائط الورقية. وترى صندوقك البريدي وتفتح الرسائل في الوقت نفسه". وكتب يقول إن جهاز "آي باد سريع وخفيف للغاية والشاشة للمس متعددة المهام عالية الوضوح ومتفاعلة. وبرنامجه سهل جدا للتصفح. وهذا يجعله حقيقة مؤهلا لأن يكون تصنيفا جديدا للأجهزة".