الشركات العربية لا تتبنى مفهوماً واضحاً للإحلال القيادي
الدكتور علي شراب
أكّد خبير إداري دولي أن الشركات العربية لم تستطع بعد أن تبني سياسة احلال قيادي مؤسسية تضمن استمراريتها ونموها في حالة استقالة المدراء أو انتقالهم للعمل في شركات أخرى. وأكّد الدكتور علي شراب أنه من النادر أن نجد بين الشركات العربية من تتبنى مفهوماً واضحاً للإحلال القيادي والذي يتمثل بالتجهيز المسبق للمدراء لتولي مناصب شغرت. وأضاف الدكتور شراب أن المسؤولين عن الشركات العربية لا يبزلون الجهد الكافي لتطوير قدرات القيادات المساعدة لهم والتي من المفترض أنها ستتولى الادوار القيادية في الشركات عند الحاجة لهم. وتهتم الشركات العربية ان تتحول الى مؤسسات ذات هيكلية ادارية تسعى من خلالها الى تصحيح مسارها الاداري في خضم هذه الأزمة، كما أنها تعمل على تبني مبادئ الحوكمة وتطوير هيئات وأجهزة الرقابة الإدارية، غير أنها لا تزال مقصرة في ايلاء موضوع الإحلال القيادي في الإدارات العليا الأولوية التي تستحقها. وتتطلب المرحلة الحالية التي تشهد ازمة اقتصادية كبيرة في معظم القطاعات تعزيز مبدأ الاحلال القيادي الذي يعتبر العنصر الأساس لاستمرارية الشركات على مختلف أنشطتها وأحجامها. والتحدي الأبرز الذي تواجهه الإدارة العربية حالياً يتمثل بتعزيز جهوزية المدراء المستقبليين لإظهار قدراتهم الكامنة وتأهيلهم للعب دور فعال في إدارة عمليات الشركات التي يعملون فيها فور الحاجة اليهم. وأضاف الدكتور شراب أنه ينتظر من المدراء الحاليين تدريب المدراء المستقبليين لتعزيز قدراتهم العملية في مجال فهم عمليات شركاتهم بعمق للوقوف عند افضل الممارسات المتوجب القيام بها وذلك لتعزيز معدلات نمو اكبر لشركاتهم وادارة احلال سلس في الأنظمة الإدارية اذا اضطرت الشركات لذلك. ولكي يكون للإحلال القيادي فعالية واثر واضحين، على الإدارات العليا للشركات العمل على التحديد الدقيق للمدراء في الصفوف المتوسطة وتدريب هذه الفئات بشكل مدروس وايلائهم مسؤوليات ادارية اكبر بشكل متدرج وذلك لتجهيزهم للمراحل المستقبلية للشركات. ويتيح هذا الأمر الفرصة لتدريب أكثر من مرشح لمناصب الإدارية العليا والإختيار فيما بينهم بالطرق المناسبة. وتلعب أدوات القياس السيكولوجي دوراً هاماً في قياس درجة ملاءمة المدراء المستقبليين وكيفية تحفيزهم وتحسين أدائهم بشكل علمي مدروس مبني على أدوات علمية للإحلال القيادي الصحيح. وتزيد حاجة الشركات لحلول القياس الوظيفي في مجال التدريب والتحفيز والترقيات وغيرها من عمليات الإدارة البشرية لتجهيز المدراء المناسبين وصياغة ادوار ادارية مناسبة لهم. وتعنى حلول القياس السيكولوجي بتطوير الأداء المؤسساتي وتحفيز المدراء المستقبليين في المؤسسات من خلال تشخيص قدراتهم ومهاراتهم ومواهبهم الكامنة والعمل على الإستفادة القصوى منها لما فيه مصلحة استمرارية الشركات. وتستخدم حلول القياس السيكولوجي في اختيار المدراء الملائمين في عملية الإحلال والتدريب الصحيح المبني على قدراتهم ومهاراتهم. كما تستخدم هذه الحلول في عمليات الترقية الوظيفية وهي الخطوة التي تسبق عادة عملية الإحلال الوظيفي. وأضاف الدكتور شراب أنه لا يجب أن نجعل حلول القياس وحدها هي المعيار الوحيد في عملية اختيار القادة المستقبليين بل ان العمل والمراقبة والخبرة الشخصية من القادة الحاليين لها دور اكبر باختيار قادة المستقبل.