تأثر خدمات الإنترنت في الشرق الأوسط وآسيا
أكد مسؤولون ان انقطاع ستة كابلات للاتصالات في البحر المتوسط قد عطل خدمات الانترنت والاتصالات الهاتفية الدولية في أجزاء من الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وأدت الأضرار التي لحقت بالكابلات إلى أعطال بدرجات متفاوتة من زامبيا إلى الهند وتايوان.وقال متحدث باسم شركة "فرانس تليكوم" للاتصالات إن سفينة تابعة للشركة تحمل روبوتًا لإصلاح الأعطال تحت سطح البحر وصلت إلى موقع بين صقلية وتونس، ومن المتوقع استمرار العمل في إصلاح العطل حتى نهاية العام.وأضاف أن كابلاً رابعاً صغيراً يربط بين مالطا وايطاليا قد تضرر أيضاً.وقال المتحدث "لويس ميشيل ايمار"إن هناك احتمالان للعطل، إما مرساة سفينة ربما حركت الكابلات من أماكنها، أو زلزال. ورجح بالاحتمال الأول.وأضاف أنه من المتوقع وصول سفينة صيانة الكابلات البحرية "رايموند كروز" إلى الموقع الساعة 22.00 بتوقيت جرينتش مساء اليوم الأحد.وأعرب "ايمار" عن اعتقاده بإمكانية إصلاح أحد الكابلات بحلول 25 ديسمبر، أما بالنسبة للاخرى فإن إصلاحها قد يستغرق حتى نهاية العام أو ربما إلى اوائل يناير المقبل. وصرح مسؤول بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية أن العطل أدى إلى خفض طاقة الانترنت في مصر بنسبة 80 في المائة تقريباً، وتمكن فنيون من أعادة بعض هذه الطاقة بتحويل حركة الاتصالات عبر البحر الأحمر،وزيادة السعات وتحسنت الخدمة بنسبة70%. وفي باكستان قالت شركة "مايكرونت برودباند" التي تقدم خدمات الانترنت إن عملاءها يواجهون بطئاً في الانترنت بسبب مشكلات في خطوط "سيماوي 3 وسيماوي 4 وفلاج" التى لحقت بها أضرار. وقال "ستيفن بيكيرت" وهو محلل بشركة "تيليجيوجرافي" لأبحاث سوق الاتصالات ومقرها فى بريطانيا إن الكابلات الثلاثة الرئيسية المتأثرة هي أكثر المسارات المباشرة للاتصالات بين غرب أوروبا والشرق الأوسط. وأضاف انه إذا كانت الكابلات الثلاثة قطعت وأصبحت خارج الخدمة تماماً فإن هذا سيكون انقطاعا كبيراً إلى حد ما. قالت شركة كيوتل أن انقطاع كابلات اتصالات بحرية في البحر المتوسط أدى لانخفاض سعة شبكة خدمات إنترنت في قطر إلى ما يصل إلى 47 بالمائة من طاقتها الكلية. وقالت الشركة أنها تحافظ على الطاقة التشغيلية الباقية للشبكة بسبب توفر عدد كبير من الخيارات البديلة أمام قطر فيما يتعلق بالحركة على شبكة إنترنت. وتقدر الطاقة الاستيعابية للكبلات التي قطعت بحوالي 75 بالمائة من الحركة على الشبكة بين الشرق الأوسط من جهة، وبين أوروبا وأمريكا من جهة أخرى. قالت شركة دو أن نسبة تأثر شبكة دو بعطل انقطاع الكبلات البحرية يوم الجمعة لا تتجاوز 15 بالمائة وان كوادرها عملت على معالجة تأثر سرعة خدمات إنترنت عبر زيادة سعة الكابلات البديلة. وقالت شركة الاتصالات المتكاملة فى الامارات" دو " إن ما حدث يوم الجمعة من تأثر سعة خدمات المكالمات الصوتية وسرعة خدمة إنترنت يعود إلى انقطاع كبلين بحريين في البحر الأبيض المتوسط هما سي-مي-وي 3، وسي-مي-وي 4، وتلف في كبل اف اي ايه التابع لـ "ريلايانس" وهو سبب خارج عن إرادة الشركة. وقالت دو في بيان أمس أن العطل في الكبلات وقع في المنطقة الممتدة بين مدينة الاسكندرية في جمهورية مصر العربية وباليرمو الإيطالية . وأشارت إلى أن العطل سبب ضغطا شديدا على شبكة كافة المشغلين في الإمارات وتأثرت المكالمات الهاتفية الدولية وعمليات تبادل البيانات في الإمارات وبلاد الشام ومصر ومناطق أخرى في إفريقيا .و اتخذت دو إجراءات فورية وحولت مسارات مرور البيانات والمكالمات الهاتفية إلى كبلات بديلة نحو الشرق عبر الشرق الأقصى وغرب الولايات المتحدة الأمريكية" لافتة إلى أن زبائنها قد يواجهون بعض الاختناقات في المكالمات الدولية الثابتة والمتحركة وبطء في خدمة إنترنت في أوقات الذروة. وأكدت أن الخمسين دولة التي على رأس قائمة الدول المفضلة للمكالمات الدولية الصادرة من دولة الإمارات لم تتأثر بالعطل منوهة إلى أن نسبة تأثر شبكة دو بهذا العطل لا تتجاوز 15 بالمائة فقط وان كوادرها عملت على معالجة تأثر سرعة خدمات إنترنت عبر زيادة سعة الكابلات البديلة عبر الشرق مما ساهم في عودة جودة الأداء إلى معدلاتها الطبيعية. تعرضت خدمة إنترنت في سورية إلى بطء كبير وانقطاعات متكررة بسبب انقطاع ثلاث كابلات للاتصالات البحرية تربط أوروبا بالشرق الأوسط. وقال مسؤول بشركة اتصالات الإماراتية أن إصلاح قطع الكبلات البحرية في البحر المتوسط قد يستغرق حتى نهاية الأسبوع. وأن الموقف يعتمد بشكل أساسي على الأحوال الجوية، خصوصاً وأن الكابلات المقطوعة في وسط البحر. وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة اتصالات أحمد عبدالكريم جلفار إن الإمارات هي الأقل تأثراً من دول المنطقة، بسبب استخدام اتصالات توصيلات احتياطية عن طريق شرق آسيا والساحل الغربي للولايات المتحدة، توخياً لأي حوادث طارئة من هذا النوع.وبين جلفار أن لدى شركة اتصالات باستمرار 30٪ احتياطي من سعات الروابط الاحتياطية غير المستخدمة، والتي تستخدم عند الطوارئ فقط.وقال أنه علينا الانتظار أياماً عدة للتحقق من الأسباب الحقيقية وراء الانقطاع، وقال أن ً أن السفن التابعة لشركات الكابلات الدولية قد تحركت وهي موجودة في عرض البحر المتوسط حالياً، لكشف أسباب انقطاع الكابلات وإصلاح العطل. وقال جلفار أن اتصالات ستضيف خلال 24ساعة على الأكثر سعات أخرى لروابط جديدة لمواجهة الموقف. وأن الشركة تجري حالياً مفاوضات مع شركات دولية لإضافة سعات جديدة من الروابط الاحتياطية التي تغطي دولة الإمارات عن طريق شرق آسيا، لأن الموقف يتطلب سعة ضخمة بعد انقطاع الكبلات. وأكد أن الموقف يتحسن يوماً بعد يوم، وسيستمر في التحسن في الأيام القليلة المقبلة، حتى يتم إصلاح العطل. موضحاً أن مهندسي اتصالات يعملون حالياً على إعادة هندسة الشبكة لتقليل آثار العطل على خدمات الاتصالات الهاتفية وإنترنت. وأكدت الجمعية العلمية للمعلوماتية مزود خدمة إنترنت في سورية إن الانقطاع في الكابلات البحرية تسبب في بطء كبير لسرعة الشبكة. وأضاف مسئول بالجمعية أنه تم تحويل الخدمة الى مسار جديد (BDN) لحل مؤقت إلى أن يتم إصلاح الكابلات العالمية.وقال معاون مدير عام مؤسسة الاتصالات رؤوف العيد إن انقطاع الكابلات البحرية الدولية أثر على انخفاض حركة الوارد والصادر عبر الشبكة العالمية في سورية بنسبة 30 إلى 40 بالمئة. وقال مسؤولون بشركتي "إيه.تي أند تي" و"فريزون" للاتصالات ومقرهما الولايات المتحدة: إن بعض العملاء في الشرق الأوسط انقطعت عنهم الخدمة تماماً في حين يواجه آخرون تعطيلاً جزئياً في خطوط الانترنت. وحولت "فريزون" مسار بعض الخطوط عن طريق المحيط الأطلسي ثم إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الهادي ومنها إلى الشرق الأوسط. وأكد العديد من مستخدمي إنترنت في العالم عن تأثر الخدمة بشكل كبير، مع الإبلاغ عن تعطل تام في بعض دول الشرق الأوسط وإفريقيا. وفي بعض الحالات اضطرت بعض الشركات التي تستخدم الشبكات الخاصة والتي ترتبط بشبكة إنترنت بكبلات فرعية إلى نقل عملياتها إلى شبكات إنترنت العامة، مما تسبب في المزيد من الضغط على الشبكة عالمياً. كان عطلا قد أصاب كابلات بحرية قبالة السواحل المصرية في ينايرالماضى أدى إلى تعطل خدمة الانترنت في مصر ومنطقة الخليج وجنوب آسيا، مما أجبر شركات الانترنت على تغيير مسار حركة الاتصالات، كما تسبب في تعطيل بعض الأعمال والتعاملات المالية وقتها.