وداعا للخصوصية..
المحمول والكمبيوتر ومشغلات الموسيقى عيون للتجسس!!
بتعدد أجهزة التجسس مع التقدم التكنولوجى .. الخصوصية تنعدم
مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي تشهده البشرية تطورت أيضا تكنولوجيا التجسس في العالم حتى وصلت إلى درجة مرعبة، وأصبح بمقدور أجهزة الاستخبارات تصوير أي هدف مطلوب، أو التنصت عليه، أو تتعقبه عن طريق الأجهزة الالكترونية التي يقتنيها، وخير دليل على ذلك اعتراف وكالة التحقيقات الفيدرالية الأميركية "اف بي آي" العام الماضي بنجاحها في تعقب مطلوبين والقبض عليهم عبر استغلال هواتفهم المحمولة.
صوت وصورة
ولم يقتصر الأمر على التنصت على المكالمات فقط بل تعدى ذلك خطورة بكثير، إذ أمكن تحويل الهاتف النقال نفسه الى أداة للتجسس بتشغيل الميكروفون الداخلي له أو الكاميرا الخاصة به بحيث يتسنى تسجيل كل حركات المطلوب وسكناته دون علمه حتى وان لم يكن يجري مكالمة، وحتى وان كان مغلقأً..
فى هذا الصدد نقلت شبكة فوكس نيوز الأميركية عن أحد خبراء التجسس باستخدام هذه التقنية ان الاف بي آي توصلت بالفعل إلى طريقة للتجسس في حال إطفاء الهاتف، وأنه لا يمكن وقفها الا بنزع بطاريته نزعاً تاماً، وتقوم الفكرة على إدخال برنامج خاص يقوم بتحويل عدد من القطع الالكترونية الداخلية للجهاز المستهدف إلى أدوات تسجيل وبث خاصة.
الاجهزة الحديثة أخطر
وتعتمد المعلومات التي يمكن التوصل إليها على إمكانات الهاتف؛ فكلما زاد الجهاز تعقيداً زادت نسبة النجاح في الحصول على المعلومات المهمة التى يحتويها.
ولكن هنا يطفو الى السطح سؤال عن كيفية إكتشاف قيام المحمول بالتجسس من عدمه ، أو أنه أصيب بإحدى هذه البرامج التجسسية؟
يمكن إكتشاف ذلك عن طريق ملاحظة نشاطاً غير اعتيادي في الهاتف المحمول، كالاستنزاف غير المعتاد لشحن البطارية، أو السخونة الدائمة، أو زنَّة مكالمة عند تقريبه من سمَّاعات فى حالة عدم الاتصال بأحد، كل هذه مؤشرات تدل على أن الهاتفك المحمول قد يكون يتجسس عليك.
مراقبة فى غرف النوم
ولا يقتصر الأمر على أجهزة الهواتف المحمولة، فكل جهاز رقمي حديث تقريباً يمكن تحميله بهذه البرامج اتجسسية على نفس هذا النحو، بدءاً من أجهزة الكمبيوتر، وشاشات البلازما، والـ"ال سي دي"، ومشغلات الموسيقى الرقمية، والأجهزة الرقمية الموجودة في السيارات، وعادة لا يكاد يخلو بيت من أحد هذه الأجهزة.
وكانت أحدى الشركات العالمية قد طرحت شاشات "ال سي دي" وبلازما تحتوي على كاميرات مراقبة خفيَّة، ويمكن توفيرها بحسب رغبة العميل، لمراقبة الأطفال أو البيت في حال غيابه عنه، لكن طرح هذه التكنولوجيا تجارياً يعني أنه من الممكن أن تكون قد استخدمت من قبل فى نقل المعلومات، مما يعني أنه بالامكان تصوير الهدف بدقة عالية حتى ولو كان في غرفة نومه، ويعزز هذا الاحتمال تقارير حول اكتشاف عدد من المستخدمين لكاميرات خفية في شاشاتهم دون طلبهم ولا حتى إعلامهم من قبل الشركات المصنعة.
وتقوم الأجهزة الأمنية الأميركية بمراقبة كل رسائل البريد الالكتروني، وتخزن نسخاً منها ومن التسجيلات الصوتية للمكالمات المراقبة في أجهزة كمبيوتر عملاقة لاستخدامها ضد المطلوبين لاحقاً.
10 جيجابايت
ومفاجأة التطور الجديد في هذا المجال هو اتفاق هذه الاجهزة الأمنية مع عدد من مزودي خدمة الانترنت لتسجيل كل الحركات التي تتم على الشبكة العنكبوتية، ويمكن لبعض هذه الشركات أن تسجل نحو 10 جيجابايت من النشاط في الثانية باستخدام أجهزة عملاقة، وهذا يعني رصد النشاط على مواقع ضخمة كمكتبة الكونجرس الأمريكى في أقل من ربع ساعة.
ورغم أن التجسس بهذه الطريقة يكون غالباً موجهاً نحو أشخاص بعينهم، إلا أنه يمكن للمخترقين بدورهم أن يستغلوا هذه التكنولوجيا لمراقبة من شاءوا وكيفما شاءوا دون ضوابط ولا حتى علم الضحية، فبرامج التجسس مطروحة في الانترنت بشكل تجاري، ويمكن لأي شخص اقتناء أحدها بضغطة زر وبطاقة ائتمان، ومع بعض المهارات التقنية بإمكانهم اختراق خصوصية الجميع، ويبدو أن التطور غير المنضبط على هذه النحو للتكنولوجيا إذا استمر سيدفع البشرية إلى توديع الخصوصية إلى الأبد.