خلال ندوة الشبكات الاجتماعية ودورها فى العالم العربي
المدونات والمواقع الاجتماعية إعلام بديل في ظل القيود المفروضة على الإعلام التقليدي
المواقع الاجتماعية كانت أحد أبرز الوسائل التى أحدثت حراك سياسى واجتماعى خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت المتنفس الرئيسى للشباب والمدونين للتعبير عن آرائهم وسخطهم من الأداء الحكومى قبل الثورة وكانت الثورات العربية أبرز دليل على مدى فاعلية الانترنت وقوة الشبكات الاجتماعية بعد أن استطاعت إسقاط الأنظمة الديكتاتورية وحول الشبكات الاجتماعية ودورها فى العالم العربى دارت الجلسة الثانية لليوم الأخير من مؤتمر ومعرض كايرو أى سى تى فى دورته الخامسة عشر .
في البداية أكد مصطفى كامل المدير العام لشركة لينك أون لاين أن المواقع الاجتماعية تنمو بشكل كبير جدا ، وأصبحت تحتل أهمية كبيرة لدى المجتمع المصرى وذلك بسبب سرعة نشر الأخبار والصور والفيديوهات ، معربًا عن قلقه فى نفس الوقت من تحولها إلى وسيلة لنشر الشائعات وانتشار الأخبار الكاذبة .
وأوضح رامى رؤوف الباحث والناشط الحقوقى أن الانترنت والوسائل الإلكترونية ساهمت بشكل كبير فى الكشف عن الكثير من الجرائم وذلك بسبب الرقابة المفروضة على الصحف والفضائيات مشيرًا إلى أن المواقع الاجتماعية هى الوسيلة الوحيدة لكسر التابوهات التى فرضتها الأنظمة الديكتاتورية .
وفيما يتعلق بمدى تجاوب الحكومات مع الانتهاكات التى كانت تكشف عن طريق الإنترنت أوضح رؤوف أن التجاوب كان سلبيا مؤكدًا على أن شركات المحمول فى مصر غير مدركة لأهمية بيانات العملاء وحمايتها لافتا إلى أن الرقابة على الإنترنت ستظل موجوده ولكنها لابد أن تكون من خلال إتباع القانون وإصدار إذن قضائى بذلك.
وأشار رؤوف إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية تعد الآن مشروعا جديدا لتعديل قانون الاتصالات مشيرا إلى أن الوزارة طالبت كل من منظمات المجتمع المدنى وشركات المحمول إبداء آرائهم وتعليقاتهم حول القانون الجديد .
وأكد محمود سالم - مدون " Sandmonky" - أن المواقع الاجتماعية أصبحت وسيلة تساعد على تحديد الأفكار وتقديم دلائل ووثائق جديدة للمجتمع مشيرًا إلى أن انتشار فيديوهات انتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المذنبين داخل السجون كانت دليلا دامغا على انتهاكات حقوق الانسان مؤكدًا أن الشعب أصبح مدرك لمدى أهمية الإنترنت وأصبح وسيلة لإلقاء الضوء على سلبيات المجتمع .
وفيما يتعلق بالشائعات وعلاقتها بالمواقع الاجتماعية والوسائل الإلكترونية قال سالم " بالعكس الوسائل الإلكترونية تسيطر على الشائعات ولا تنشرها بسبب الوثائق التى تقدمها من صورة وفيديوهات ، كما أننا لا نقوم بنشر أخبار نشك فى مصداقيتها أو مصدرها .
أضاف إننا كنا نتوقع أن تقوم شركات المحمول بتوجيه رسالة للمجتمع المصرى تؤكد فيها على أن أحداث قطع الاتصالات عن المستخدمين لن تتكرر مرة أخرى وذلك باعتبار أنهم يؤكدون أنها كانت تعليمات أمنية وليس لهم أى دخل فيها متسائلا لماذا لم يخرجوا ويؤكدوا أن مثل تلك الأحداث لن تتكرر مرة أخرى ؟! .
ورفض سالم بشدة ما يثار حول حجب أو فلترة بعض المواقع باعتبارها تثير الفتنة أو مواقع إباحية مؤكدا أن حجب أو فلترة أى موقع يعد مدخل لتحجيم النشطاء والمدونين السياسيين ، وقال إننا أثبتنا أننا أكثر دراية بمصالحنا ولانريد حجب أو فلترة أو مراقبة للانترنت .
وحول دور الانترنت والموبايل فى صناعة المستقبل ، أوضح سالم أن كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية يساعد على الابتكار والتطوير موضحا أن الموبايل لن يقتصر أداؤه على الموقف السياسى فقط بينما هناك خدمات أخرى سوف تساعد على النمو الاقتصادى مثل " الموبايل بانكينك " والعديد من التطبيقات الجديدة التى تطلقها شركات المحمول .
فى نفس السياق أكد مهند على مدون ومطور ويب أن تجاوب الحكومة للموضوع حاليًا أن هناك العديد من القضايا مازالت الحكومة لاتتجاوب معها بالرغم من الأدلة الدامغة التى تقدم من خلال الإنترنت مثل الفيديوهات والصور مشيرًا إلى أنه ليس كافيا أن تكون الحكومة لها صفحة خاصة بها على الفيس بوك فهذا يعد سوء فهم للثورة التكنولوجية مطالبا الحكومة بالتفاعل والاستجابة وليس إثبات الحضور فقط .
أشار " علي " إن عواقب فصل الإنترنت أثناء الثورة كانت وخيمة واصفا موقف قطع الاتصالات بالجريمة مشيرا إلى أن الشركات فى الوقت الحالى تتعامل بالشكل الذى يضمن لها الربحية دون أى اعتبار لحقوق الإنسان ، مؤكدا أن المدونات والمواقع الاجتماعية مازالت الإعلام البديل فى ظل القيود المفروضة على الإعلام التقليدى لافتا إلى أن الانترنت مساحة مفتوحة للإبداع .
في الشأن نفسه رفض جاكوب أبلبوم المطور من مشروع تور أى نوع من المراقبة على الشبكات الاجتماعية والإنترنت التى تتم من خلال الشركات أو الأجهزة الأمنية مؤكدًا أن الانترنت هو الوسيلة الأسرع لنقل المعلومات مطالبًا بفرض عقوبات على كل من يفرض رقابة على الانترنت .
وطالب أبلبوم بأن تكون الخطوة التالية من جانب المجتمع المصرى هى تنمية المجتمع وليس الاعتماد على المساعدات الأمريكية ، حيث لاتوجد هناك أى معوقات تمنعهم من الابتكار ولابد وأن تمتنع الحكومة من عرقلة إصدار الكثير من التراخيص .
وفي ختام الندوة أعربت سارة عبد الرحمن المدونة قائلة " إننا تمكننا من بناء أنفسنا كصحفيين موثوق فيهم على المواقع الاجتماعية مؤكدة أن المواقع الاجتماعية لن تنحصر على المستوى السياسى فهناك الفيديوهات المضحكة أكثر انتشارًا من الفيديوهات السياسية ،مشيرة الى أن الانترنت هو مساحة حرة لتحقيق الديمقراطية ، ولكنه لا يحققها من نفسه .