احذروا الرداءة المقصودة
سامر باطر - مدير تحرير مجلة ويندوز
يتساءل البعض أحيانا عن رداءة تصنيع منتجات تباع في المنطقة العربية مقارنة مع ذات المنتجات في الأسواق الأجنبية. نعم للأسف، هناك فروقات كبيرة أحيانا بسبب الافتقار إلى المواصفات التي يجب أن تفرضها الدول العربية ، ولكن هناك جانب خفي آخر يفرض الرداءة في كل الأسواق في العالم. يخضع تصميم منتجات المستهلك على اختلافها لشرط قد لا يصدقه الكثيرون، وهو ضرورة جعل تصميمها محدود المتانة ليضمن إصابتها بالعطب والتقادم بعد فترة زمنية أو بعد استخدامها عددا محددا من المرات. يعرف مهندسو التصنيع هذا المبدأ باسم التقادم المبرمج أو المخطط لهPlanned Obsolesce . هناك فوائد جمة للمصنعين أهمها اضطرار المستهلك لاستبدال المنتج بآخر سواء قام بالشراء من نفس الشركة أو من غيرها فضلا عن توليد المزيد من الطلب في السوق على المنتجات بصورة متواصلة. أصبح هذا المبدأ معتمدا في تصنيع كل شيء من برامج الكمبيوتر وحتى الأبنية حيث تخضع كل مراحل الإنتاج لعمليات تحليل ودراسة دقيقتين. فقبل طرح أي منتج في السوق يجري إخضاعه لاختبارات فائقة في الدقة مثل عدد المرات التي يمكنه الصمود فيها في عمليات السقوط على الأرض مثلا، لكن تطبيق هذه الخطوة هو أمر دقيق للغاية فأقل خلل زائد قد يتسبب في فشل المنتج كليا في السوق. لا يقتصر ذلك على اختيار مواد تصنيع أقل متانة بل هناك الدفع بتصاميم أكثر عصرية بل مستقبلية أحيانا مثل السيارات.ما يهمنا هنا هو أن عالم الكمبيوتر فقد دورة كانت معهودة وهي ترقية الكمبيوتر كل سنتين لدى الشركات والأفراد بصورة عامة وأصبح هناك تداخل كبير بين عتاد عمره خمس سنوات مع برامج حديثة أو بالعكس أي برامج جديدة بأجهزة قديمة أو جرت عمليات لترقيتها. تزيد إمكانية التلاعب في حال الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر بسبب وجود برامج تتحكم بالأجهزة ويسهل برمجة الأعطال فيها بعد فترة محددة. وتبقى المعضلة أمام مستخدم الكمبيوتر وهي المحافظة على بياناته المهمة خلال تغيير المنتجات من عتاد وبرامج وغيرها. المثير هو تلك التوجهات الحالية لاحتضان معظم الشركات أفكار حماية البيئة، فمعظم هذه المبادرات المزعومة لحماية كوكبنا تبقى بلا أي قيمة جوهرية إذا كانت تلك المنتجات مصممة للاستخدام لفترات محدودة أصلا. عذرا لن استفيض كثيرا في الأمثلة هنا، فلدي قائمة طويلة من المشتريات التي سبق أن اشتريت من صنفها قبل عامين وعلي أن أشتري بديل جديد لها ، مع خالص تحياتي للبيئة. سامر باطر - مدير تحرير مجلة ويندوز