خطة تونسية لجذب الاستثمارات وزيادة النمو فى مجال تكنولوجيا الاتصالات
بدأت تونس خطة للاستثمار في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات مستعينة بخبراء متخصصين بهدف زيادة النمو الذي يتجاوز 5 في المائة حاليا. و تهدف الخطة أيضاً إلى تعزيز قدرات البلاد على الانخراط في مسار الاقتصاديات الحديثة وإستقطاب الشركات الاستثمارية العربية والأجنبية التي تعد حاليا حوالي 3000 مؤسسة.وجاءت الخطة على خلفية دراسات علمية تؤكد أن ما يزيد عن 25 بالمائة من تطور الناتج المحلي الاجمالي للبلدان المتقدمة متأت مباشرة من تنامي دور تكنولوجيات المعلومات والاتصال وان 30 بالمائة من تحسن إنتاجية المؤسسات الاقتصادية والإدارية هو نتاج توسع دائرة استخدام التقنيات الحديثة. وأشار مسؤولون تونسيون على أنفتاح بلادهم على استخدام مختلف وسائط التكنولوجيات الحديثة ، سيعزز قدرتها على التعاطي مع الملفات التنموية والاجتماعية بأكثر نجاعة لا سيما بخصوص مزيد الرفع من تنافسية الاقتصاد وتحسين أداء المؤسسات وتوفير فرص أكثر لطالبي الشغل. ويضيف المسؤولون أن الخطة التي باشرتها تونس تهدف الى الزيادة في نسبة مساهمة قطاع تكنولوجيات الاتصال في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 10 بالمائة وهي النسبة الحالية. وتبرز المعطيات والمؤشرات الرسمية أن تونس سجلت تطورا مشجعا في مجالات استخدام التكنولوجيات الحديثة إذ تطور عدد مستخدمي شبكة الانترنت بنسبة 100 بالمائة في ظرف سنتين ليرتفع الى 2 مليون و800 ألف مستعمل للشبكة وهو ما يعادل 24 بالمائة مستخدم لكل 100 ساكن ما يعني أن البلاد في انفتاح أكبر على شبكة الشبكات.ويرى مراقبون أن الخطة تعمل أيضا على توفير أرضية تكنولوجية حديثة تشجع على مزيد استقطاب المستثمرين الأجانب الذي باتوا يستخدمون تكنولوجيات الاتصال أكثر فأكثر ويلاحظ المراقبون أن تونس تشهد إقبالا للمستثمرين الأجانب حيث تضاعف عدد مراكز النداء ذات القدرة التشغيلية الكبرى ليتجاوز 200 مركز خلال عام 2009 وهي توفر ما يقارب 17 ألف موطن شغل لأصحاب الشهادات العليا.و من أبرز خصوصيات الخطة التونسية الجديدة للاستثمار في مجال تكنولوجيات الاتصال الحديثة تتمثل في الاستفادة مما تتيحه هذه التكنولوجيات من فرص لتعزيز نسق التنمية المستديمة لتشمل مختلف المحافظات لذلك حرص واضعوا الخطة على منح الأولوية إلى المناطق الداخلية للبلاد قصد دفع التنمية الجهوية وتحقيق التوزيع العادل لعائدات الخيرات. ويقول المسؤولون التونسيون إن تطوير البنية التحتية الاتصالية يعد مقوما محوريا في هذه الخطة حيث تضاعفت سعة ربط البلاد بالشبكة الدولية للانترنت أربع مرات خلال العام 2008 لتصل إلى نحو 57ر8 جيغابيت في الثانية مع تركيز شبكة للألياف البصرية على امتداد 9 آلاف كلم تغطي كافة مدن البلاد الساحلية والداخلية إضافة الى تنفيذ برنامج ربط المناطق الصناعية الكبرى ومناطق الخدمات (54 منطقة) بالألياف البصرية قصد توفير سرعة تدفق عالية جدا لفائدة أكثر من 1600 مؤسسة متواجدة بهده المناطق.ويؤكد المراقبون أن القفزة النوعية التي حققتها تونس في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال استقطبت اهتمام شركات عالمية كبرى فضلت تونس عن غيرها من البلدان لإقامة مشاريع في العديد من المجالات . وهي مشاريع موجهة إلى الأسواق الخارجية وتشغل كفاءات تونسية وهو ما شجع تونس على توفير فضاءات تكنولوجية جديدة تمسح أكثر من 100 هكتار لاحتضان المؤسسات والمستثمرين وتمكينهم خدمات حديثة ومتطورة على غرار قطب الغزالة لتكنولوجيات الاتصال الذى أصبح يضم 68 مؤسسة تشغل حوالي 1500 مهندس .