شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظا ً في قطاع الاتصالات والمعلوماتية في العالم وأصبح هذا القطاع عصباً أساسيا ً لايمكن أن تقوم الحياة المعاصرة بدونه وأكبر دليل على ذلك هو الانتشار الكبير والهائل للخطوط الخليوية حتى غدا الجهاز المحمول أداة للاتصال لايمكن الاستغناء عنها وبات الحصول عليه ضرورة حتمية لخوض غمار العمل والحياة . كما أن الانترنت اجتاحت بشكل غير مسبوق كل البيوت والمكاتب ومراكز العمل في مختلف دول العالم وشكلت بما تتيحه من سرعة الاتصال وتبادل المعلومات والبيانات والصور والموسيقى والمقاطع الفيديوية مصدراً هاماً للمعلومات والتسلية ومرتكزاً أساسياً لأساليب العمل الحديثة . وتزداد أهمية قطاع الاتصالات يوماً بعد يوم ويعود السبب في ذلك إلى أن التقنيات الحديثة حولت العالم بسنوات معدودة إلى قرية صغيرة حتى أصبح بإمكان أي شخص التواصل مع أي مكان في أي منطقة من العالم دون إغفال الدور الكبير الذي يلعبه هذا القطاع في رفد الاقتصاد العالمي بأرباح خيالية حتى تربع على عرش أهم الاستثمارات الاقتصادية . وسورية لم تكن غائبة أبدا عن تطورات هذا القطاع فقد تميزت السنوات الأخيرة بتطور كبير وملحوظ في قطاع الاتصالات من مختلف جوانبه . وذلك بدخول مزودي خدمة انترنت جدد من القطاع الخاص وفتح الأسواق للمنافسة من حيث الخدمات والسعر ما أتاح للمستخدم السوري خيارات أوسع لانتقاء المشغل الأمثل من حيث جودة الخدمة وسرعة التصفح . ووفقاً لما ذكرته وكالة الانباء العربية السورية (سانا)فإنه من أبرز التطورات التي حاقت بقطاع الاتصالات السوري قرب إقرار قانون الاتصالات الجديد الذي من المقرر أن يشكل نقلة نوعية على مستوى تنظيم قطاع الاتصالات وضمان حقوق المستهلكين فالهدف من هذا القانون تنظيم العمل في قطاع الاتصالات بين الجهات المقدمة للخدمة والجهات المستفيدة ووضع الضوابط المؤدية إلى تقديم الخدمة بالصورة المثلى على مبدأ أن جميع الجهات المشغلة أو المقدمة للخدمات العامة في القطاع تحتاج إلى الحصول على ترخيص لممارسة عملها . ومن أبرز ملامح التطورات المستقبلية أيضا قرب إقرار قانون الإعلام الالكتروني بغية ضبط المحتوى المنشور على الانترنت . وبالنسبة للمؤسسة العامة للاتصالات فستتحول وفق قانون الاتصالات الجديد إلى شركة بغية تحسين أدائها وزيادة قدرتها على المنافسة في سوق الاتصالات مع التأكيد على أن ملكيتها ستبقى للدولة رغم تحويلها إلى مؤسسة تجارية . وحقق مزود خدمة الانترنت في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية خلال السنوات الماضية نقلات نوعية من خلال تقديم خدمات عالية المستوى وطيف واسع من المنتجات التي تلبي مختلف شرائح المجتمع بالاستعانة بمركز معلومات متطور على أعلى مقاييس ومواصفات الأمن والسلامة مع الاهتمام المتزايد بشريحة الطلاب عبر تقديم حسابات انترنت زهيدة الثمن بهدف النهوض بقطاع الانترنت من أجل المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية كما انتشرت وكالات جديدة لأجهزة الخليوي بهدف تأمين حاجة السوق السورية من الأجهزة من خلال استيراد الأجهزة ذات الجودة العالية من الشركات الأم ووجود مراكز صيانة في جميع المحافظات لتأمين الخدمات من إصلاح الأجهزة وغيرها .