مصر من أفضل 30 دولة في تقديم خدمات التعهيد
أصدرت مؤسسة "جارتنر" الاستشارية العالمية الكبرى المتخصصة في الاستشارات التكنولوجية تقريرها السنوي المنتظر الذي يحمل عنوان "أبرز 30 دولة تقدم خدمات التعهيد". و قد أكد التقرير الذي صدر يوم 10 ديسمبر الجاري أن مصر من بين أبرز 30 دولة على مستوى العالم في تقديم هذا النوع من الخدمات. وقد حصلت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" على نسخة من التقرير المهم. وتجدر الإشارة إلى أن تقرير "جارتنر" السنوي لا يعمد إلى ترتيب الدول الثلاثين بالمراكز وإنما يكتفي بترتيبها أبجديا. ويستند التقرير المهم إلى عشرة معايير أساسية يقوم من خلالها بدراسة الدول ذات الشهرة الذائعة في تقديم خدمات التعهيد ثم اختيار أبرز 30 من هذه الدول. وتأتى اللغة على رأس المعايير العشرة حيث تقوم "جارتنر" بتقييم القدرات اللغوية للموارد البشرية في الدولة تحدثا وكتابة ومدى كفاءة هذه الموارد وإتقانها للغات الأساسية للأسواق التي تخدمها هذه الدول. ويأتي معيار الدعم الحكومي في المرتبة الثانية حيث تقوم "جارتنر" بدراسة وفحص الجهد الحكومي المبذول من الوزارات و الهيئات المختلفة الهادف إلى ترويج الدولة كموقع مفضل لخدمات التعهيد. كما قامت "جارتنر" العالمية بالتأكد من مدى التزام الدول بالمبادرات والبرامج اللازمة لتنمية وتطوير الأنظمة التعليمية اللازمة لخلق موارد بشرية مؤهلة وقادرة على التعامل مع صناعة تكنولوجيا المعلومات والخدمات المرتبطة بها. وجاء توافر الكفاءات والموارد البشرية المؤهلة للعمل في المرتبة الثالثة على لائحة المعايير. وقامت المؤسسة بدراسة أعداد ونوعية الموارد البشرية في الدول الثلاثين واستبيان قدرتها على العمل بكفاءة بمختلف قطاعات صناعة تكنولوجيا المعلومات. وجاءت البنية التحتية في المرتبة الرابعة على قائمة المعايير وتلتها الأنظمة التعليمية ثم التكلفة وبعد ذلك البيئة السياسية والاقتصادية ثم القابلية الثقافية وبعد ذلك درجة النضج القانوني والتواجد العالمي وأخيرا حماية البيانات وأمن المعلومات وحماية حقوق الملكية الفكرية. وأوضح تقرير "جارتنر" أن العام الماضي شهد تطورات عدة في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات وخدماتها مما دفع المؤسسة الكبرى إلى استبعاد 4 دول كانوا على قائمة العام الماضي وهى ايرلندا الشمالية وسريلانكا وتركيا و أوروجواي وضم 4 دول جديدة هي مصر و المغرب وبنما و تايلاند. وأشارت المؤسسة الاستشارية أنها قامت بدراسة أحوال 72 دولة حتى تخلص إلى قائمة الثلاثين الأبرز، وأوضحت أن 14 دولة من أل 42 المستبعدين بذلت جهودا مضنية خلال العام الماضي إلا إن هذه الجهود كانت أقل من المطلوب أو أقل من تلك التي بذلتها الدول الثلاثين الأبرز. وفيما يتعلق بتعقيب التقرير على مصر، أكدت "جارتنر" أن الملاحظات الرئيسية على الجهود المصرية تركزت حول الدعم الحكومي المستمر لقطاع الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات من خلال برامج مستمرة. وكانت رواتب العاملين التنافسية في القطاع المصري ثاني أهم الملاحظات حيث تقل رواتب العاملين المصريين عن نظرائهم في الدول الأخرى. وجاء الموقع الجغرافي في المرتبة الثالثة على قائمة الملاحظات الهامة حيث شدد التقرير أن قرب موقع مصر الجغرافي من معظم المدن الأوروبية ميزة تنافسية لا يستهان بها. ونوه التقرير إلى أن الجامعات المصرية تقوم بتخريج نحو 100 ألف طالب سنويا تمكنهم شهادتهم العلمية وقدراتهم من العمل بمجال خدمات التعهيد، وأكد أن مصر حريصة بشكل واضح على الاستثمار في مواردها البشرية. كما أشار التقرير إلى البنية التحتية التي حظيت باهتمام كبير من الحكومة المصرية لكونها أحدى الركائز الأساسية التي يستند إليها تطور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح التقرير قدرة الكفاءات المصرية وموارد الدولة البشرية على التعامل مع الثقافات المختلفة والتحدث بلغات عديدة بطلاقة ولكنات محايدة تجعل من هذه الموارد معينا للشركات العالمية الساعية للاستثمار في مصر. ويأتي تصنيف مصر في تقرير "جارتنر" كنتيجة أخرى مباشرة للحملة الترويجية التسويقية لمصر حيث تقوم "ايتيدا" بالتعاون مع شركة "H&K" بتوفير كافة المعلومات المطلوبة من بيوت الخبرة والمؤسسات الاستشارية والمحللين عن مصر حتى يمكن مقارنتها ببقية الدول التي توفر خدمات التعهيد. وفى الوقت نفسه أصدرت مجموعة "براون - ويلسون" الاستشارية الأمريكية تقريرها السنوي الذي يحمل عنوان "الكتاب الأسود لخدمات التعهيد" وهو الكتاب السنوي الذي تصدره المجموعة الأمريكية ويضم كافة المعلومات المتعلقة بخدمات التعهيد في العالم في أكثر من 320 صفحة. وقد أطلقت المجموعة عنوان "الكتاب الأسود" على تقريرها السنوي لكونه يحمل سمات "الصندوق الأسود" الذي غالبا ما يكشف عن خفايا وتفاصيل لا يعرفها أحد. ونشرت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و "فاينانشيال ويك" الأمريكتين تحقيقين موسعين حول التقرير الذي أكد – في أحد أجزاءه – أن القاهرة من بين أكثر 10 مدن عالمية أمنا للقيام باستثمارات في صناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات. وقال تقرير صحيفة "فاينانشيال ويك" أن بومباي أضحت ثاني أخطر موقع في العالم للقيام بخدمات التعهيد وذلك بعد عمليات الهند الإرهابية. وأوضح التقرير أن القدس المحتلة تأتى في المرتبة الأولى على قائمة أخطر مدن العالم. وقد جاءت القاهرة في المرتبة العاشرة على قائمة أكثر مدن العالم أمنا بعد سنغافورة، وبراج، وبودابست، ومونتيرى (المكسيك) وبكين.