تونس تحيي اليوم العالمي للاتصالات بتغطية ستمائة مدينة وقرية بخدمة الإنترنت السريع
أظهرت إحصائيات حكومية رسمية فى تونس أن عدد مستعملي الهاتف الجوال والثابت في الدولة بلغ في فبراير/شباط الماضي 11 مليوناً و103 آلاف و140 مشتركاً إلى جانب تطور عدد مستعملي شبكة الانترنت ليبلغ 3 ملايين و590 ألف مستعمل اي ما يعادل حوالي 36 مستعملاً لكل 100 ساكن.
وأبرزت الإحصائية الحديثة أن عدد المشتركين بالسعة العالية عبر خطوط "اي دي اس ال" تطور بشكل ملحوظ ليبلغ حوالي 400 ألف مشترك في فبراير/شباط الماضي وتغطى خدمات الـ"اي دي اس ال" أكثر من 600 منطقة بما في ذلك المدن والأرياف الداخلية على كامل تراب الجمهورية.
أما في مجال الإعلام فقد سجّل عدد الحواسيب ارتفاعاً مهماً ليبلغ حوالي مليون و250 ألف حاسوباً حتى مايو 2010 وهو ما يوافق 21.9 حاسوب لكل 100 ساكن.
وتأتي هذه الإحصائيات متزامنة مع احتفال تونس يوم 17 مايو/آيار مع المجموعة الدولية باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات تحت شعار"مدينة أفضل وحياة أفضل بفضل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات" وذلك تجسيداً لتوصيات القمة العالمية لمجتمع المعلومات المتعلقة بوضع آليات وطنية لتحقيق النفاذ الشامل في كل المناطق الريفية والحضرية من اجل سد الفجوة الرقمية.
وتعمل تونس خلال السنوات القادمة على الترفيع في سعة الاتصال بالانترنت لتبلغ قرابة 100 غيغابايت في 2014 مقابل 27.5 غيغابايت حالياً وتوسيع النفاذ لتشمل كافة المناطق في البلاد والأفراد وإحداث فضاءات تكنولوجية بكل المحافظات.
ويؤكد مراقبون أن القفزة النوعية التي حققتها تونس في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال والجهود التي ما انفكت تبذلها لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار استقطبت اهتمام شركات عالمية كبرى فضلت تونس عن غيرها من البلدان لإقامة مشاريع في عديد الاختصاصات وهي مشاريع موجهة إلى الأسواق الخارجية وتشغل كفاءات تونسية وهو ما شجع تونس على توفير فضاءات تكنولوجية جديدة تمسح أكثر من 100 هكتار لاحتضان المؤسسات والمستثمرين وتمكينهم من خدمات حديثة ومتطورة.
كما تستعد تونس لإطلاق عديد المشاريع الكبرى في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال إذ تعتزم مجموعة بيت التمويل الخليجي البحريني إنجاز مشروع استثماري كبير في تونس يطلق عليه اسم "مدينة تونس للاتصالات" تقدّر تكاليفه بحوالي 3 آلاف مليون دولار، وسيساهم في خلق قرابة 26 ألف موطن شغل.
ويهدف المشروع إلى المساهمة في تطوير الكفاءات التونسية في مجالات تكنولوجيا الاتصال، التي تقدر بحوالي 8 آلاف من الكوادر المتخصصة، بحسب ما أوضح يوسف الجناحي رئيس مجلس إدارة "بيت التمويل الخليجي".
وتم خلال سنة 2009 تركيز كابل بحري ثالث، باستثمارات تبلغ 18 مليـون دولار، باتجـاه أوروبـا وبطاقة تمرير قصوى تقـدّّر بـ30 غيغابايت في الثانية لتعزيز الارتباط بالشبكة الدولية للإنترنت.
ومن المنتظر ان يساهم المشغل الجديد للاتصالات في الرفع من نسبة التغطية بخدمات الانترنت ذات السعة العالية عبر استغلال تقنيات الجيل الثالث من الهاتف الجوال ومختلف التقنيات الجديدة.ويقول مسؤولون تونسيّون أن دخول المشغل الجديد يهدف إلى تنشيط القطاع، بما يساهم في مزيد من النهوض بالاستثمار، ودعم مناخ الأعمال في تونس.
وقد صنف التقرير الأخير لمنتدى دافوس حول تكنولوجيات المعلومات تونس في المرتبة الأولى إفريقيا و39 عالمياً من بين 133 دولة شملها التقرير.
ويقيم التقرير قدرة الدول على التحكم في تكنولوجيات الاتصال والمعلومات استنادا إلى ثلاثة معايير أساسية تتعلق بالمناخ السياسي والاقتصادي الملائم لتطوير التكنولوجيات الحديثة ودرجة استعمال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال ومستوى التطور التكنولوجي.
يشار إلى أن قطاع الاتصالات يساهم بنحو 11 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي ويتوقع أن تبلغ هذه المساهمة 13 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي بحلول سنة 2011.