بسبب فيديو نشرته مواقع إلكترونية السلطات الإماراتية تعتقل شقيق رئيس الدولة
عملية التعذيب كما وردت فى شريط الفيديو
تسبب شريط نشر على عدد من المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت ، وبثته شبكة "أيه بي سي" الأمريكية فى قيام السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة بإعتقال الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان ، شقيق حاكم أبو ظبي ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .. وشريط الفيديو يظهر الشيخ عيسى وهو يحشو الرمل في فم الرجل الأفغاني، ويضربه بعصا تحوي مسامير حديدية، ثم يحرق أعضاءه التناسلية بأعقاب السجائر، ويجلده بسوط، ويطلق النار باتجاهه دون أن يصيبه، ثم في النهاية، يصب الملح على جراح الرجل، وفي جزء آخر من الشريط، يسمع أنين الرجل بينما تدوسه عجلات سيارة الشيخ عيسى ذات الدفع الرباعي مراراً . ويمكن سماع صوت عظام أرجل الموظف الأفغاني وهي تتكسر. والشريط، الذي تبلغ مدته 45 دقيقة، تم تصويره في صحراء على أطراف مدينة أبوظبي بناء على طلب من الشيخ عيسى في 2005 أي قبل نحو أربع سنوات . والرجل الذي تعرض للتعذيب في الشريط هو تاجر أفغاني والسبب هو خلاف على حمولة حبوب مفقودة قيمتها خمسة آلاف دولار.
ووفقا للشريط الذي تداولته المواقع الإلكترونية وآثار الملايين من رواد هذه المواقع، فإن الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، مارس تعذيبا جسديا ضد التاجر الأفغاني في مسعى للحصول على اعتراف منه حول خداعه في إحدى الصفقات. وأصبح الفديو جزء من أدلة في محكمة مدنية اتحادية في ولاية هيوستن، بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث رفع رجل الأعمال بسام النابلسي، وهو شريك تجاري للشيخ عيسى، دعوى قضائية ضده. قال فيها إنه التقى الشيخ عيسى عندما جاء إلى هيوستن لإجراء فحوصات طبية عام 1994، وأصبحا صديقين وشركاء في الأعمال، ثم طلب الشيخ من النابلسي أن يعمل لديه في أبوظبي. وقال النابلسي إنه واجه شريكه الشيخ عيسى بما حدث للتاجر الأفغاني خاصة وأن شقيق النابلسي هو الذي صور الشريط للشيخ، وأشار إلا أن علاقته توترت مع الشيخ عندما احتج على تعذيب التاجر الأفغاني وأن المشاكل بدأت بعد أن طلب من الشيخ علاج الموظف حتى لا يموت ، مشيرا إلى أن لهذا السبب تم اعتقاله في عام 2005 وزجه في السجن بتهمة حيازة المخدرات ، ما جعله يتعرض للتعذيب والإذلال على أيدي الشرطة الإماراتية التي أرادت منه أن يعيد الأشرطة إلى الشيخ. وأضاف أن الرجل الأفغاني الذي تعرض للتعذيب تمت معالجته في إحدى المستشفيات بإمارة أبوظبي ، وأوضح أنه استطاع أن يهرب أشرطة التعذيب إلى خارج الإمارات من أجل تقديمها للمحكمة كأدلة إثبات إذا اقتضى الأمر .
وفي المقابل ، قال داريل بريستو، وهو محامي الشيخ عيسى في هيوستن، في أوراق قدمت إلى المحكمة، إن المحاكم الأمريكية ليس من اختصاصها النظر في القضية، مؤكدا أن النابلسي يستغل شريط الفيديو للضغط على المحكمة.
ويرى مراقبون أن شريط التعذيب قد يجلب انتقادات لا حصر لها للإمارات ولذا لا بديل أمامها لتحسين صورتها في مجال حقوق الإنسان سوى الإسراع بالتحقيق مع الشيخ عيسى وهذا ما بدأته السلطات الإماراتية بالفعل.
ويمكن مشاهدة الفيديو من تتبع الرابط التالى :