القاهرة

هاتف آيفون يدعم السلام الإسرائيلي الفلسطينيّ !




 

هل يعيد هاتف آيفون حقوق الفلسطينيًّين الضائعة ويمهِّد للسلام العادل والشامل في المنطقة؟

قد يبدو مثل هذا السؤال غريباً‫، لكنَّ الهاتف المذكور دخل فعلاً على خطّ النزاع العربيّ الإسرائيليّ، وتالياً على خطّ التفاوض المباشر بين الفلسطينيًّين والإسرائيليِّين، وذلك بعد أن قامت مجموعة من نشطاء السلام في الولايات المتحدة بابتكار تطبيق جديد يمكن تحميله على جهازي آيفون وآيباد، يمكِّن المستخدم من تتبع التغيّرات التي تطرأ على خريطة المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق أراضي الضفة الغربيَّة.

جاءت الفكرة من نشطاء يعملون لحساب منظمَّة "أميركيون من أجل السلام الآن". ويرمي التطبيق بحسب المنظَّمة المذكورة إلى إظهار حقيقة التحوّلات الجغرافيَّة التي تحدث على أرض الواقع، حيث تتمدَّد المستوطنات الإسرائيليَّة طولاً وعرضاً مقطِّعة أوصال الضفَّة الغربيَّة، ومشكلة بؤراً سكنيَّة تضمّ تكتلات استيطانيَّة لا تفعل أكثر من تعقيد احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام عتيد بين الإسرائيليِّين والفلسطينيًّين.

اسم التطبيق APN Facts on the Ground، وهو أطلق يوم التاسع عشر من (سبتمبر)، ويمكن تحميله مجاناً من خلال موقع iTunes.

يصوِّر التطبيق كلّ من المستوطنات المقامة فوق أراضي الضفَّة على شكل بيت أزرق اللون. وإذا ضغطت على أيّ من هذه البيوت الزرقاء، ينقلك المتصفِّح إلى نافذة جديدة، تزوِّدك بكلّ المعلومات المتوافرة عن المستوطنة، بدءاً بتاريخ إنشائها وعدد سكانها، وصولاً إلى الانتماء العقيديّ للمستوطنين، وما إذا كانوا من اليهود العلمانيِّين أم المتديّنين. أيضاً، تتيح لك قاعدة المعلومات المتوافرة معرفة معدَّل التزايد السكانيّ في المستوطنة المعنيَّة.

في المقابل تظهر المستوطنات غير الشرعيَّة بشكل منزل أحمر اللون. كما يظهر التطبيق شريطاً أصفر اللون يبيِّن الحدود الفاصلة ما بين الأراضي الإسرائيليِّة والفلسطينيِّة، فضلاً عن خطّ الحدود الفاصل ما بين القدس الشرقيَّة والغربيَّة.

وتقول ديبرا ديلي، رئيسة منظَّمة "أميركيون من أجل السلام الآن"، إنَّه في حين تختلف الآراء وتتضارب حول أىّ قضيَّة، إلا أنَّ الوقائع المتعلقة بها تظلّ واحدة في النهاية. وهي تضيف أنَّ "قوَّة هذا التطبيق تكمن في أنَّه يعمّم المعلومات بطريقة ديمقراطيَّة ويجعلها في متناول الجميع".

وتعدّ منظمة "أميركيون من أجل السلام الآن" الشريك الأميركيّ لمنظمة "السلام الآن" الإسرائيليَّة، وهي تسخِّر كلّ جهودها لمساندة العرب والإسرائيليِّين في التوصل إلى سلام شامل، انطلاقاً من إيمانها بأنَّ أمن إسرائيل وديمقراطيتها لن يتحققا إذا لم ينتهي الصراع.

ومن المعلوم أنَّ قرابة ٣٠٠ ألف إسرائيليّ يقيمون داخل مستوطنات في أراضي الضفَّة الغربيَّة، في حين أنَّ ٢٠٠ ألف إسرائيليّ آخرين يقيمون في القدس الشرقيَّة التي ضمَّتها إسرائيل إلى أراضيها بقوَّة الأمر الواقع. ومن المنتظر أن يسفر أيّ حلّ منشود للمفاوضات الجارية الآن بين الطرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ عن عمليَّة تبادل للأراضي، بحيث تنال الدولة الفلسطينيَّة العتيدة مساحات من أراضي فلسطين التاريخيَّة التي كانت قائمة قبل عام ١٩٤٨ تعادل المساحات التي تقوم فوقها هذه المستوطنات راهناً. ويبقى الأمل في أن يسهم أحدث تطبيق يعرفه عالم الخلويّ في حلّ معضلة صراع عمرها من عمر الحمام الزاجل.